مقدمة:
بذل الانسان جهدا مضنيا خلال تاريخه الطويل من اجل ان يكتشف اسرار الوجود بصفة عامة واسرار نفسه بصفة خاصة فعرف الكثير عن الكون كما عرف الكثير عن ذاته.
ونحن سنسافر في رحلة في اعماق الجسد الانساني للتعرف على ما وهبه الله من قدرات خارقة وما منحه من إمكانيات هائلة استجابة لامر الخالق العظيم الذي يقول في كتابه الكريم ( وفي انفسكم افلا تبصرون) وليهتف القلب في انبهار ويردد في عرفان : سبحان الذي خلق فسوى وقدر فهدى.
لقد عرف الانسان عن نفسه الكثير حيث تكشفت امام العلماء الحقائق المذهلة عن خلق الانسان وعن العمليات الحيوية بالغة التعقيد داخل جسمه ومنذ لحظة تكوينه وولادته الى نهايات عمره حيث تمت الاف العمليات بدقة وكل عملية تحتاجالى مئات من العوامل لاتمامها ويتم ذلك في تنسيق تام وسرعة شديدة بين اعضاء واجهزة الجسم المختلفة واي تغيير طفيف بما يعادل كسور الثانية في المعدل الذي تسير فيه هذه العمليات يؤدي فورا الى خلل شديد في وظائف الجسم وبالتالي يؤدي الى المرض او الوفاة.
تأملات اولية في خلق الانسان:
حياتنا ووجودنا نعمة الله الاولى على الانسان فالحياة نعمة والله سبحانه هو واهب الحياة وليست حياة الانسان كحياة غيره من الاحياء وانما هي حياة متميزة وخلقه خلق منفرد يجعلنا نستشعر فضل الله علينها مما يوجب علينا حمده الدائم في كل حين.
ونعم الله على الانسان لا تحصى ولاتعد ولكن يمكن ان نشير الى مجموعة من الحقائق والتي تجمع بين البساطة والعمق والتي توضح تكريم الله للانسان في خلقه وذلك على النحو التالي:
1- يتميز الجسم الانساني عن اجسام غيره من الكائنات الاخرى بحسن الصورة وبديع الشكل وجمال التناسق اذ مهما توهمنا عن الانسان انه قبيح او دميم فهو اجمل من كل كائنات الوجود وفي ذلك يقول الله الخالق في سورة الانفطار (( الذي خلقك فسواك فعدلك )) ويقول ايضا في سورة التين (( لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم )).
فنلاحظ ان اعضاء الانسان الظاهرة كالوجه او المستترة خلف ملابسه تحقق اهدافا في مساعدة الانسان في حياته وقضاء حوائجه لكنها ايضا توفر للانسان في حياته وقضاء حوائجه لكنها ايضا توفر للانسان شكلا مقبولا وجميلا فالعين مثلا وسيلة رؤية ولكنها ذات شكل جميل واخاد والرموش تحمى العين من الاتربة.
لكنها بدونها تبدو العيون دميمة كما يبدو الوجه قبيحا والحواجب تحمى العين من العرق الذي قد يتساقط عليها لكن تسهم في اعطاء الوجه شكله الجميل والاسنان وسيلة الانسان لمضغ طعامه وهي ايضا من الوسائل التي تحافظ على جمال الوجه وهكذا كل اعضاء الانسان.
2- الانسان هو الكائن الوحيد الذي يمشي منتصب القامة مرفوع الراس بينما غيره من الكائنات يمشي مكبا على وجهه فالانسان ينظر امامه او الى اعلى بينما يمشي غيره ناظرا الى اسفل وهو ايضا الكائن الوحيد الذي يتمكن من ان ينام على ظهره مما يحقق له الراحة ايضا.
3- جعل الله بقدرته لكل انسان صورة لايشاركها فيهاغيره فمهما تشابه اتنان وتقاربت صورتهما فكل واحد منهما في النهاية مختلف عن غيره ومهما كثر البشر (( يتعدى عددهم الان الستة مليارات نسمة )) فلكل انسان صورته الخاصة المميزة له وهذا من رحمة الله بالانسان اذا لو تشابه الناس لاختلط الامر ولما استطاعوا التعامل فيما بينهم ولحدث حرج شديد بينهم في مختلف مجالات الحياة ولقد اثبت العلم ان هناك اسباب اخرى للتمايز بين الناس مثل بصمة الاصابع ونبرة الصوت وفي قزحية العين ولا يوجد انسان يتشابه مع غيره في هذه الاعضاء لا بينا الجيل الذي يعيش معه الان في زمانه ولا في الاجيال السابقة او الاجيال اللاحقة.
عجائب جسم الانسان
4/
5
Oleh
mohammed